الإهلاك السنوي بين المعيار المحاسبي المصري رقم (10) وقانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة 2005

الإهلاك السنوي بين المعيار المحاسبي المصري رقم (10) وقانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة 2005



✳️ الإهلاك السنوي بين المعيار المحاسبي المصري رقم (10) وقانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة 2005

الفروق، التطبيق، والتأثير المحاسبي والضريبي

في عالم المال والمحاسبة، لا يُعتبر الإهلاك مجرد مصروف يُسجَّل في نهاية العام، بل هو أداة مالية محورية تهدف إلى إظهار القيمة الحقيقية للأصول وربطها بالأرباح الفعلية التي تولدها.
وبين ما يقرّره معيار المحاسبة المصري رقم (10) وما ينص عليه قانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة 2005، تظهر فروقات مهمة في الأهداف والأسلوب والنسب المعتمدة.


أولًا: المفهوم العام للإهلاك

الإهلاك هو توزيع تكلفة الأصل الثابت على مدى عمره الإنتاجي، ويهدف إلى تحميل كل فترة مالية بنصيبها من تكلفة الأصل الذي استخدم في تحقيق الإيراد خلال هذه الفترة.

 ببساطة:
الأصل الثابت مثل الآلة أو المبنى يفقد جزءًا من قيمته كل سنة، وهذا الجزء يُسجل كمصروف يُسمى “الإهلاك”.


ثانيًا: الإهلاك وفق المعيار المحاسبي المصري رقم (10)

يُعرف معيار المحاسبة المصري رقم (10) تحت عنوان “الأصول الثابتة وإهلاكها”، وهو مستمد من المعيار الدولي IAS 16.

أهم النقاط التي يوضحها المعيار:

  1. يبدأ الإهلاك عند جاهزية الأصل للاستخدام وليس عند الشراء.
  2. يجب أن يعكس الإهلاك نمط الاستهلاك الفعلي للأصل.
  3. الأراضي لا تُهلك لأنها لا تفقد قيمتها.
  4. يجب مراجعة العمر الإنتاجي والقيمة المتبقية بصفة دورية.
  5. تُعرض الأصول في الميزانية بالقيمة الدفترية = (تكلفة الأصل – مجمع الإهلاك).

أهم طرق الإهلاك المحاسبي:

  • القسط الثابت.
  • القسط المتناقص.
  • وحدات الإنتاج.
  • مجموع أرقام السنوات.

ثالثًا: الإهلاك في قانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة 2005

يهدف القانون الضريبي إلى تحقيق العدالة في توزيع الأعباء الضريبية، ويُستخدم الإهلاك هنا لتحديد الربح الخاضع للضريبة لا لتقديم صورة مالية تفصيلية.

⚖️ خصائص الإهلاك الضريبي:

  1. النسب محددة بالقانون وليست اجتهادية.
  2. يتم الإهلاك على أساس مجموعات الأصول (وليس كل أصل منفردًا).
  3. يُحتسب الإهلاك سنويًا وفق نسب ثابتة أو متناقصة حسب نوع الأصل.

رابعًا: نسب الإهلاك الضريبي المعتمدة وفق اللائحة التنفيذية

تُحدد اللائحة التنفيذية لقانون 91 لسنة 2005 نسب الإهلاك لأغراض ضريبية حسب نوع الأصل، كما يلي:نوع الأصل طريقة الإهلاكالنسبة السنويةالمباني والمنشآتقسط ثابت من التكلفة الأصلية5%الآلات والمعداتقسط متناقص25%أجهزة الحاسب الآلي والبرمجياتقسط ثابت50%الأصول المعنوية (التراخيص، حقوق الامتياز)قسط ثابت10%الأصول الأخرى (الأثاث، التجهيزات… إلخ)قسط متناقص25%

️ نظام التجميع والتصنيف:

تنص اللائحة على تقسيم الأصول إلى مجموعات تجميعية مثل:

  • مجموعة المباني والمنشآت.
  • مجموعة الآلات والمعدات.
  • مجموعة الأثاث والتجهيزات المكتبية.

ويتم احتساب الإهلاك لكل مجموعة ككل، وليس لكل أصل على حدة، مما يُسهِّل عملية الحساب ويمنع التلاعب في نسب الإهلاك أو إعادة تقييم الأصول بشكل غير واقعي.


خامسًا: تسوية الفروق بين الإهلاك المحاسبي والإهلاك الضريبي

عادة ما تنشأ فروق مؤقتة بين الإهلاك المحاسبي والإهلاك الضريبي نتيجة لاختلاف الطرق والنسب.
فعلى سبيل المثال:

  • قد تستخدم الشركة القسط الثابت محاسبيًا (إهلاك متساوٍ كل عام).
  • بينما تستخدم القسط المتناقص ضريبيًا (إهلاك أكبر في السنوات الأولى).

هذا الاختلاف يؤدي إلى تباين مؤقت في الأرباح:

  • في البداية يكون الربح الضريبي أقل بسبب ارتفاع الإهلاك الضريبي → مما يخلق أصل ضريبي مؤجل.
  • لاحقًا، عندما يقل الإهلاك الضريبي مقارنة بالمحاسبي، يظهر التزام ضريبي مؤجل.

 هذه التسويات ضرورية لضمان تطابق القوائم المالية مع التقارير الضريبية.


سادسًا: مثال تطبيقي شامل

اشترت شركة “النيل للصناعات” آلة إنتاجية في 1/1/2022 بمبلغ 200,000 جنيه.
العمر الإنتاجي المقدر: 5 سنوات.
القيمة المتبقية: 20,000 جنيه.

وفقًا للمعيار المحاسبي رقم (10):

طريقة القسط الثابت →
(200,000 – 20,000) ÷ 5 = 36,000 جنيه سنويًا.

قيد الإهلاك المحاسبي:

من ح/ مصروف الإهلاك 36,000
إلى ح/ مجمع الإهلاك 36,000

⚖️ وفقًا لقانون الضريبة رقم (91) لسنة 2005:

الآلات تُهلك بنسبة 25% بطريقة القسط المتناقص.

  • السنة الأولى: 200,000 × 25% = 50,000 جنيه
  • السنة الثانية: (200,000 – 50,000) × 25% = 37,500 جنيه

يلاحظ أن الإهلاك الضريبي في السنوات الأولى أعلى، ما يؤدي إلى تخفيض الأرباح الخاضعة للضريبة مؤقتًا.


سابعًا: أثر الإهلاك على القوائم المالية

  • في قائمة الدخل: يُعتبر مصروف الإهلاك أحد بنود المصروفات التشغيلية.
  • في الميزانية: يظهر الأصل بالقيمة الدفترية (تكلفته ناقص مجمع الإهلاك).
  • في التدفقات النقدية: يُضاف الإهلاك مجددًا إلى صافي الربح لأنه مصروف غير نقدي.

ثامنًا: توصيات عملية للمحاسبين

  1. إعداد تسوية سنوية بين الإهلاك المحاسبي والضريبي لتجنب الفروق المؤقتة الكبيرة.
  2. توحيد سياسات الإهلاك داخل الشركة بما يتماشى مع المعيار المصري رقم (10).
  3. تحديث سجل الأصول الثابتة دوريًا وتوثيق أي إضافات أو استبعادات.
  4. مراجعة النسب الضريبية المطبقة وفق اللائحة التنفيذية لتفادي أخطاء في الإقرارات الضريبية.
  5. استخدام البرامج المحاسبية الحديثة لتسجيل الإهلاك أوتوماتيكيًا وضمان دقة التقارير.

تاسعًا: الخلاصة

الإهلاك ليس مجرد رقم في القوائم المالية، بل هو أداة استراتيجية تربط بين النظام المحاسبي والضريبي، وتؤثر على الأرباح، والضرائب، وقيمة الشركة السوقية.
وبينما يمنح المعيار المحاسبي المصري رقم (10) مرونة في تقدير العمر الإنتاجي ونمط الإهلاك، يفرض قانون 91 لسنة 2005 نسبًا ومعايير ثابتة لضمان العدالة الضريبية وتوحيد المعالجة.

الفهم العميق للفروق بين النظامين يُمكّن المحاسب من تقديم قوائم مالية دقيقة وإقرارات ضريبية متوافقة، وهو ما يعزز ثقة الإدارة والمستثمرين والجهات الرقابية على حد سواء.



 المراجع:

  • معيار المحاسبة المصري رقم (10): الأصول الثابتة وإهلاكها.
  • قانون الضريبة على الدخل رقم (91) لسنة
  • 2005 ولائحته التنفيذية.



 نصيحة للمحاسبين:
قم بإعداد تسوية سنوية بين الإهلاكين لتجنب اختلاف الأرباح الدفترية عن الضريبية، وضمان توافق القوائم المالية مع الإقرارات الضريبية.


MichaelnabilAuthor posts

Avatar for michaelnabil

مايكل نبيل أخنوخ، محاسب قانوني ومطور تطبيقات ويب، حاصل على بكالوريوس التجارة و ليسانس حقوق من جامعة عين شمس، لديه خبرة في المحاسبة و الضرائب ، المراجعة.

التعليقات معطلة.